رواية الطنطورية للكاتبة المصرية رضوى عاشور تتحدث عن عائلة فلسطينية من قرية ( طنطورة ) الواقعة على ساحل البحر المتوسط ، عائلة من إحدى العائلات الفلسطينية التي عاشت أحداث نكبة 48 وما قبلها من الأحداث التي رتبت ويسرت الظروف لنجاح الإحتلال الصهيوني ، تحكى تلك الأحداث على لسان بطلة الرواية والتي تدعى رقية تتحدث عن تفاصيل النكبة التي لم نرها ولم نسمع عنها من قبل بسبب عدم وجود الوسائل التي تنقل تلك الأحداث وتوثقها في تلك الفترة ، طريقة سرد تلك الأحداث تجعلك تشعر بوحشية تلك الفترة وكيف مرت على من عاصروها ، ما قرأته جعلني أشعر بالإشمئزاز من البشر وما يصنعوه في بعضهم البعض كنت أظن أن العدو لديه حدود في الشر وأن حتى الشر له محرمات لا يمكن الإقتراب منها ولكن العدو الصهيوني هو عدو وبشر من نوع أخر هم شياطين في صورة بشر ، عندما قرأت الرواية قرأتها في نفس الوقت التي حدثت فيه حرب التطهير العرقي على قطاع غزة وعندما قارنت بين أحداث الرواية وأحداث الحرب في حاضرنا وجدت أن التشابه كبير جدا ولكن ما يحدث اليوم في غزة من مجازر بأبشع الطرق أصبح أكثر وحشية وفتكا بسبب تطور الأسلحة ووسائل التكنولوجيا التي يستخدمها جيش الإحتلال ، عند قرائتي للرواية كان لدي تسائل كيف لتلك الأحداث أن تتكرر على مر السنين وتصبح أكثر دموية دون المقدرة على وقف هذا البطش والعدوان ، التفاصيل التي ذكرت في الرواية عن وصف الأراضي الفلسطينية وما تشتهر به من عادات وتراث في الملبس والمأكل حتى أغانيهم وأفراحهم ووصف حدودها مع الدول العربية و أحداث التهجير وما شعروا به الفلسطينيون بعد التهجير وضياع حلم العودة للوطن كل تلك الأحداث وأكثر نجحت الكاتبة في وصفها وسردها بطريقة جعلتني أشعر بأنني أشاهد فيلما وثائقي بالصوت والصورة ، وهذا مايجعل كتابة الروايات التاريخية ناجحة هو أن تشعر بأنك في قلب الحدث تشاهده وتشعر به ليس أن تقرأه فقط .
بات واضحا اليوم للعالم كله بأن العدو الصهيوني هو عدو تعاقد مع إبليس لتنفيذ حلمه في إفساد البشر وإفساد الحياة على الأرض وذل بني البشر الذين اختاروا إيمانهم بربهم والتمسك بعقيدتهم من أجل الحصول على جنة الخلد التي وعدهم الله بها .